الحوار لمنع الاحتلال وليس السلاح
د.نسيب حطيط
هل يمكن تصديق ما يحدث في لبنان ،فيطالب البعض بتجريد المقاومة من سلاحها ،ولا يناقش كيفية تحرير الارض، وكيف يمكن لوطني لبناني ان يترك الاحتلال وعملاؤه، وينزع سلاح المقاومة المعتدى على شعبها،وكيف يمكن لمن اخذ السلاح من اسرائيل مناقشة السلاح المقاوم لها؟.
وقبل مناقشة الاستراتيجية الدفاعية التي يريدها كل فريق وفق خلفياته وأهدافه، فالبعض يريد استراتيجية دفاعية لنزع سلاح المقاومة اما لضغوط خارجية أو تبريرا لضعفه الداخلي بحجة(هيمنة السلاح) والبعض الاخر يريد استراتيجية دفاعية تحمي لبنان وتردع المحتل حتى لايستبيح سيادته وعاصمته مرة ثانية ، والاسوأ من ذلك ان البعض يتهم طائفة أو جهة ما بإحتكار المقاومة والسلاح .
وهنا نسأل أقطاب الحوار ومن هم خارجه.. من منعكم من مقاومة إسرائيل عندما دخلت العاصمة بيروت؟ اليس بعضكم من وقع اتفاق17ايار.... او ليس بعضكم من رافق الدبابات الاسرائيلية الى بيروت والجبل ومجازر صبرا وشاتيلا ،وصادر واعتقل المقاوميين لمنعهم من مقاتلة اسرائيل التي كانت في بيروت بكل طوائفها واحزابها، فلتراجعوا التاريخ لتفرقوا بين من قاوم ومن استسلم ،ومن تعاون ومن خان ، لقد انسحبت اسرائيل الى نهر الأولي ،وبعدها الى تلال النبطية،فمن منع الطوائف والاحزاب من حمل السلاح لمقاومتها؟ اليس من المعيب والمخجل ان يأتي المتخاذل والمستسلم والخائن لمحاسبة الوطني المقاوم ؟لقد انقلبت الصورة في لبنان حتى صار المقاوم متهما ومدانا ،و صار المتعاون والعميل يستقبل بالإحتفالات وينقل بسيارات الوزراء؟ويتهم المقاوم بعمالته لسوريا وايران!
إن مناقشة الاستراتيجية الدفاعية تبدأ بمناقشة الأمور وفق المراحل التالية:
- مناقشة و تأمين الوسائل لتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر.
- تأمين الضمانات الواقعية لمنع الخروقات الاسرائيلية.
- حماية المصادر المائية اللبنانية من الاطماع الاسرائيلية.
- مكافحة الاعتداءات الاسرائيلية الدائمة المتمثلة بالجواسيس والعملاء.
- مقاضاة اسرائيل حول القنابل العنقودية المزروعة منذ العام2006
- الكشف عن المفقودين والاسرى اللبنانيين داخل سجون الاحتلال.
عندما تتأمن هذه الاسس والثوابت ، يمكن الانتقال الى المرحلة الثانية التي تناقش :
- كيفية التنسيق بين(المقاومة) والجيش اللبناني وفق نظرية الامام الصدر(انصار الجيش) بما يضمن خصوصية المقاومة وتحديد دور وإمرة السلاح.
- تحديد واجبات الدولة تجاه المقاومة(شهداء-نفقات-الخ...)
- كيفية انخراط الاطراف الراغبة والمقتنعة بالمقاومة بما يضمن امن المقاومة وتعميم ثقافتها على المواطنين.
- مناقشة كيفية بناء مجتمع وطني مقاوم ،(التربية - الإقتصاد ...)لأن الإستراتيجية الدفاعية ليست سلاحا فقط، بل هي منظومة متكاملة وشاملة.
- تحديد تعريف سلاح (الشوارع والازقة) وتمييزه عن سلاح المقاومة، وعدم الخلط بين(اسلحة توازن الردع) وبين الكلاشينكوف والقنابل اليدوية الموجودة في كل بيت وعشيرة وحزب، وتحديد من هو العدو ومن هو الشقيق او الصديق.
- مناقشة السلاح الفلسطيني وكيفية مراقبته من قبل الجيش اللبناني، عبراتفاقات لتطبيق القوانين عليه كما تطبق على سلاح المقاومة اللبنانية، فكيف يقبل البعض بأن تكون المخيمات مناطق حكم ذاتي بكل العناوين ويغمضون أعينهم ،ثم يتحدثون عن مربعات امنية ...فإذا كان عند البعض هاجس سلاح المقاومة في الصراع الداخلي ،فلدى البعض الاخر هاجس السلاح الفلسطيني واعادة استعماله في الصراع الداخلي اللبناني كما حصل سابقا زمن الحركة الوطنية اللبنانية والحرب الأهلية.
لا يمكن للحوار أن يكون منتجا اذا اراد نزع(الحجر)من المعتدى عليه قبل القاء القبض على القاتل او المعتدي، ولا يمكن التغطية على المحتل باثارة العواصف ضد سلاح المقاومة وعدم التطرق الى الاحتلال الذي يعتدي منذ العام1948ومن ينادي بضرورة نزع سلاح المقاومة،عليه ان يلتزم بسحبه من شوارع طرابلس وبيروت وغيرها ،وكما قال السيد المسيح(ع) (من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر)... والظاهر ان كثيرا يستحقون الرجم.